تحليل نقدي لتذاكية عربي علي ثيؤطوكية يوم الخميس..الموجودة في الأبصلمودية الكيهكية ج 1 إعداد: Coptic psaltos



هذه التذاكية من نظم المعلم أبو السعد.

التذاكية تحوي الكثير مما يجب نقده او تصحيحه سواء من الناحية العقائدية او اللغوية أو الأسلوب .و ربما من الأحسن حذفها بكاملها من الأبصلمودية الكيهكية

في هذه المرة  وفي المرة القادمةسأتطرق  للأخطاء العقيدية المتضمنة في التذاكية  وهي أكثر ما يهمني أولا لأنها في سطر واحد فقط،نسفت الفكر الأرثوذكسي عن الله من أساسه.و ثانيا لأنها تبنت الفكر الغربي عن الكفارة التي صنعها المسيح له المجد.
أولا :وهو ما أُطلق عليه السطر الكارثة بل هو لم يتعدي كونه جملة(ستيخون) في أحد الأرباع.
(تابع بالأسفل)

    يقول المعلم ابو السعد في هذه الجملة:
"خالق الموت كيف مات...و أنتُهر بين اليهود"

يقول القديس أثناسيوس الرسولي:-
  " وهكذا خلق الله الإنسان وكان قصده أن يبقى في غير فساد. أما البشرفإذ احتقروا التفكير في الله ورفضوه، وفكروا في الشر وابتدعوه ، لأنفسهم كما أشرنا أولاً، فقد حكم عليهم بحكم الموت الذي سبق إنذارهم به، ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد كما خُلقوا، بل إن أفكارهم قادتهم إلى الفساد ومَلَك عليهم الموت. لأن تعدي الوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية، حتى أنهم كما وُجِدوا من العدم هكذا أيضًا بالضرورة يلحقهم الفناء بمرور الزمن.
5ـ فإن كانوا وهم في الحالة الطبيعية ـ حالة عدم الوجود، قد دعوا إلى الوجود بقوة الكلمة وتحننه، كان طبيعياً أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود (أى العدم)، عندما فقدوا كل معرفة بالله. لأن كل ما هو شر فهو عدم، وكل ما هو خير فهو موجود." ( تجسد الكلمة فصل4 /3-5)


يؤكد القديس هنا أن الموت ليس له جوهر بل هو عدم لأنه شر،و الله لا يخلق شرا.بل الإنسان هو من أدخل الموت
في قاموس اللغة البشرية بأفكاره الشريرة،واختراعاته المهلكة(1).

الأغرب من ذلك أن ثيؤطوكية الخميس نفسها تقول أننا بميلاد المسيح من العذراء:-
" استحققنا شجرة الحياة لنأكل منها، أي جسد الله ودمه الحقيقين."

ومع ذلك يقول المعلم أبو السعد أن الله خلق الموت!

من الناحية الأخري و بنظرة أكثر فلسفية، ربما يقول قائل طالما ان الله خلق الحياة إذا فهو قد أوجد مع الحياة فهما لمعني انعدام الحياة كما انه خلق النور ولذلك عرفنا معني الظلام كأنعدام للنور..اي أننا عرفنا  الشيء بمعرفتنا لضده إذ هما متلازمان.
أي أن الله بشكل من الأشكال يمكن أن يقال عنه أنه خلق الموت و لكن مع تسليمنا أن هذا الفكر صحيح، يظل السؤال هل معني ذلك أن الله هو الذي (أمات الإنسان)؟ و أعتقد أن هذا المعني هو المقصود في التذاكية. بالطبع لا .يجيبنا علي هذا السؤال  سفر حكمة سليمان في الاصحاح الاول قائلا:-
"12 لا تَسعَوا وراءَ الموتِ بِما تَرْتكِبونَ مِنْ أخطاءٍ في حَياتِكُم ولا تَجلِبوا على أنفُسِكُمُ الهَلاكَ بِأعمالِ أيديكُم. 13 فالله لم يصنَعِ الموتَ، لأَنَّ هَلاكَ الأحياءِ لا يَسُرُّهُ. 14 خَلَقَ كُلَ شيءٍ لِلبقاءِ وَجَعَلَهُ في هذا العالَمِ سليمًا خالِيًا مِنَ السَّمٌ القاتِلِ، فلا تكونُ الأرضُ مَملكَةً لِلموتِ، 15 لأَنَّ التَّقوى لا تموت.16 لكِنَّ الأشرارَ جَلَبوا على أنفُسِهِمِ الموتَ بِأعمالِهِم وأقوالِهِم، حَسِبوا الموتَ حليفًا لهُم وعاهَدوهُ فصاروا إلى الفَناءِ، فكانَ هوَ النَّصيبَ الذي يَستَحِقُّونَ."
و أيضا في الاصحاح الثاني يقول:-
"23 فإِنَ اللهَ خَلَقَ الإنْسانَ لِعَدَم الفَساد وجعَلَه صورةَ ذاتِه الإلهِيَّة 24 لكِن بِحَسَدِ إبليسَ دَخَلَ المَوتُ إِلى العالَم فيَختَبِرُه الذينَ هم مِن حِزبِه."
إذا الله لم يُرد أبد للإنسان أن يموت بل خلقه لحياة أبدية ولا يذوق الموت إلا من اختار الأبتعاد عن الحياة.
الله لم يخلق الموت كما يؤكد الواقع الكتابي و الآبائي فلا يصح ان يبقي في كتب الكنيسة ما يخالف ذلك الواقع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  رغم أن الله عُّرف آدم معني الموت عندما أخبره أنه يوم يأكل من شجرة معرفة الخير و الشر موتا يموت(تك17:2) ،إلا ان الإنسان لم يختبر الموت فعليا إلا عندما عمل الشر و اكل من الشجرة.

Comments