تحليل نقدي لتذاكية عربي علي ثيؤطوكية يوم الخميس..الموجودة في الأبصلمودية الكيهكية ج2 إعداد: Coptic psaltos


ساستعرض هنا بعض  القطع سليمة المعني ولكنها تستخدم صياغات اسلامية واضحة(#)، و ساقارن بينها وبين ما يمكن ان يشببها من ارباع الثيؤطوكيات الاخري او من اقوال الاباء.ليس الهدف هذه المرة إظهار خطأ ما ولكن الهدف تنقية اللسان العربي المسيحي من مفردات ربما تكون غريبة عن خبرته الارثوذكسية.
(تابع بالأسفل) 


يقول المعلم ابو السعد:-
"يا بتول الرب خصك...حين نظر في العالمين
لم يجد في الناس مثلك ...في النساء مالكِ قرين "

تتشابه هذه القطعة في مفرادتها مع الآية (42) من سورة آل عمران
" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ"   

و لكنها تحمل مضمون مرد ثيؤطوكية الاربعاء
"تطلّع الأب من السماء فلم يجد من يُشبهكِ أرسل وحيده أتى وتجسد منكِ "

وفي قطعة اخري يقول:-
"ذو الجلال و المقدرة...كيف سكن بين الخطاة
مزمعا في عقب الازمان...ان نقوم نحوه عراة"

تتشابه هذه القطعة في مفرداتها مع الحديث المحمدي التالي:-
" قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن عبد ربه ، حدثنا بقية ، حدثنا الزبيدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا " . قال : فقالت عائشة : يا رسول الله ، فكيف: بالعورات؟ فقاللكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ] عَبَس : 37 ] وأخرجاه في " الصحيحين " من حديث حاتم بن أبي صغيرة ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن القاسم ، عن عائشة ، بنحوه ."
ويروي هذا الحديث بصياغات مختلفة وعن اشخاص مختلفين امثال عائشة زوج محمد وفامة ابنته وما قدمته هنا كان مثلا فقط.

و يمكن ان نجد جذرا مسيحيا في اقوال بعض القديسين مثل القديس مقاريوس الكبير
إذ يقول(*):-
" هكذا أيضاً المسيحيون الذين حسبوا أهلاً منذ الآن في هذه الحياة أن يحصلوا على الثوب السماوي فانهم يحملون ذلك الثوب ساكناً في داخل نفوسهم، وحينما تنحل هذه الخليقة الحاضرة بحسب تعيين الله وعلمه السابق وتزول السماء والأرض فان ذلك الثوب السماوي الذي كان يكسو نفوسهم منذ الآن ويمجدها والذي يمتلكونه في داخل قلوبهم. هذا الثوب نفسه سوف يكسو ويمجد ايضاً اجسادهم العارية، التي تقوم من القبور، الأجساد التي تقوم في ذلك اليوم مكتسية بالموهبة السماوية غير المنظورة وذلك الثوب السماوي الذي يناله المسيحيون في هذه الحياة منذ الآن."(العظة2:32(

نجد ان مقاريوس الكبير وغيره من آباء الكنيسة يتشابه ومحمد في التعليم بأن الاجساد القائمة في اليوم الأخير ستكون عارية، و لكن نجد عن مقاريوس الكبير ان الأجساد العارية ستسترها نعمة ومجد الروح القدس الساكن فيها داخليا ولم يذكر شيئا عن أجساد من سيكون مصيرهم الجحيم الأبدي. بينما نجد عند محمد ان الاجساد ستقوم عارية وتحاكم عارية و إن كان هناك بعض الأحاديث المروية ايضا التي تؤكد ان الناس سيبعثون يوم القيامة في ملابسم التي دفنوا فيها أو يُكسَون من ثياب الجنة (1) إذا دخلوها.

وفي قطعة أخري يقول المعلم أبوالسعد:-
"ربنا أظهر خلاصه...و العباد تأملوه
وجاء إلي خواصه...و الخواص لم يقبلوه"

تحمل كلمة(عباد) المفهوم الإسلامي عن الإنسان أنه عبد و سيظل عبدا يقتبل عطاياه الله دون شركة حقيقية في شخصه، وهو ما يخالف الكرامة التي أخذها المسيحي كأبن لله في المسيح يسوع و بمقارنة بسيطة مع النص الوارد في(يو1: 11-12(
"إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ."
يتضح الفرق بين النظرتين،النظرة التي تنظر للإنسان علي انه مخلوق ارضي و النظرة الاخري التي ترفع الإنسان إلي حالة التبني و المجد كأبن لله.
فهي إذا كلمة غريبة تماما عن الخبرة المسيحية خصوصا و الأرثوذكسية خصوصا.

ويقول في موضع آخر:-
"من رأي عذراء مثل مريم...نورها أشرق و أضاء
في الشفاعة مستطيعة...في الخطاة يوم الزحام"

(يوم الزحام) هو أحد أسماء عدة تطلق علي القيامة العامة في اليوم الأخير في الإسلام، ويعرف ايضا بيوم (الحشر)،أو (المعَاد)،يوم يقوم الناس ليقفوا أمام منبر الله.وما جعلني أقول أن التاثير هنا إسلامي هو اولا غياب فكرة أن يتشفع أحد القديسين في اليوم الأخير من أجل اي من المؤمنين في اليوم الأخير،فيومئذ لا شفيع عند الآب إلا يسوع المسيح اللوغوس المتجسد.
ثانيا ارتباط الشفاعة تحديدا باليوم الأخير وهذا تأثرا بالحديث المحمدي(2(
حدثنا ‏ ‏سليمان بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن زيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معبد بن هلال العنزي ‏ ‏قال ‏:-
اجتمعنا ناس من ‏ ‏أهل ‏ ‏البصرة ‏ ‏فذهبنا إلى ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏وذهبنا معنا ‏ ‏بثابت البناني ‏ ‏إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقناه ‏ ‏يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا ‏ ‏لثابت ‏ ‏لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة فقال يا ‏ ‏أبا حمزة ‏ ‏هؤلاء إخوانك من ‏ ‏أهل ‏ ‏البصرة ‏ ‏جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال حدثنا ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إذا كان يوم القيامة ‏ ‏ماج ‏ ‏الناس بعضهم في بعض فيأتون ‏ ‏آدم ‏ ‏فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم ‏ ‏بإبراهيم ‏ ‏فإنه ‏ ‏خليل الرحمن ‏ ‏فيأتون ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏فيقول لست لها ولكن عليكم ‏ ‏بموسى ‏ ‏فإنه كليم الله فيأتون ‏ ‏موسى ‏ ‏فيقول لست لها ولكن عليكم ‏ ‏بعيسى ‏ ‏فإنه روح الله وكلمته فيأتون ‏ ‏عيسى ‏ ‏فيقول لست لها ولكن عليكم ‏ ‏بمحمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقول يا ‏ ‏محمد ‏ ‏ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا ‏ ‏محمد ‏ ‏ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقولانطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجه فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقول يا ‏ ‏محمد ‏ ‏ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل فلما خرجنا من عند ‏ ‏أنس ‏ ‏قلت لبعض أصحابنا لو مررنا ‏ ‏بالحسن ‏ ‏وهو متوار في منزل ‏ ‏أبي خليفة ‏ ‏فحدثناه بما حدثنا ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنافقلنا له يا ‏ ‏أبا سعيد ‏ ‏جئناك من عند أخيك ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال ‏ ‏هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال ‏ ‏هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا قلنا يا ‏ ‏أبا سعيد ‏ ‏فحدثنا فضحك وقال خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به قال ثم أعود الرابعة فأحمده بتلكالمحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا ‏ ‏محمد ‏ ‏ارفع رأسك وقل يسمع وسل ‏ ‏تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ‏"

و أخير وهي آخر القطع التي يبدو فيها التأثر بالمفردات الكلامية الإسلامية،يقول المعلم أبو السعد مخاطبا السيدة العذراء:-
"أنجدي من جاء إليكي ...من عذاب الزمهرير"

الزمهرير لغويا هو(شدة البرد أو البرد الشديد):وربما ابو السعد هنا يحاول ان يستلهم كلمات السيد المسيح له المجد في(مت41:13-42(
"يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، َيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ"

وطبعا صرير الأسنان هو باتأكيد نتيجة لشدة البرد،ولكن الصورة المجازية التشبيهية التي استخدمها الرب يسوع بقولبتها في ذلك المصطلح العربي يتبادر إلي الذهن الفكرة الإسلامية عن عذاب الجحيم الذي يتخلله (البرد الشديد(


أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : الزمهرير إنما هو لون من العذاب ؛ إن الله تعالى قال : لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا
وروي عن ابن عباس , قال : يستغيث أهل النار من الحر ؛ فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها , فيسألون الحر ..
وعن مجاهد قال : يهربون إلى الزمهرير , فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى يسمع لها نقيض . …..
وعن كعب , قال : إن في جهنم برداً هو الزمهرير , يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم . …. . (3(

...............................
(#) لقد عَمَّد الكثير من الكتاب الأقباط إبان الحكم الإسلامي اللغة العربية وطوعوها ليستخدموها في الدفاع عن المسيحية  ضد مهاجميها من المسلمين،وأيضا لتوعية الشعب القبطي بعد أن سيطر عليه اللسان العربي وفقد الكثير من اللغة القبطية،و انا هنا فقط أريد أن أنقي هذه اللغة من المفاهيم غير المسيحية فيها،ولكني شخصيا أحب اللغة العربية
(*)يعتمد المفسرون علي نص(يو6:20-7(
"ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ."
في أثبات أن السيد المسيح قام عاريا ولا يغطي جسده إلا مجد إلوهيته
(1)منقول عن:
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2630&idto=2630&bk_no=59&ID=3308 
وراجع ايضا
http://www.rafed.net/books/aqaed/majales-ashouryyah/18.html 

(2) صحيح البخاري - كتاب التوحيد - حديث رقم 6956
(3)منقول عن:
http://www.alsalfy.com/vb/showthread.php?t=1909

Comments